أثار خبر إيقاف الممثل التونسي محمد الطاهر الدريدي جدلًا واسعًا داخل الأوساط الثقافية والإعلامية، بعدما تم إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضده على خلفية نشره مقطع فيديو ينتقد فيه بعض صانعات المحتوى ويدعو إلى مقاطعتهن بسبب مواقفهن من القضية الفلسطينية.
سبب اعتقال محمد الطاهر الدريدي
القضية بدأت حين ظهر الدريدي في تسجيل مصور عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، مهاجمًا بعض المؤثرات على إنستغرام بسبب تصريحات اعتبرها “تطبيعًا مع الكيان الصهيوني”، بعدما أكدن أن القضية الفلسطينية لا تعنيهن وأنهن سيواصلن التعامل مع علامات تجارية عالمية رغم دعوات المقاطعة.
هذا الموقف أدى إلى تقديم شكاية ضده من قبل إحدى المؤثرات، اتهمته فيها بالإساءة والتشهير عبر الشبكات الاجتماعية، ليتم لاحقًا فتح تحقيق استند إلى أحكام المرسوم عدد 54 المتعلق بجرائم المعلومات.
الإجراء القانوني
بناءً على الشكوى، أصدر قاضي التحقيق بطاقة إيداع بالسجن ضد محمد الطاهر الدريدي.
وقد أعلن الممثل بنفسه عن توقيفه يوم 21 أغسطس 2025 من خلال منشور على حسابه في إنستغرام، أكد فيه أنه “على ذمة الأمن” معربًا عن ثقته في براءته.
من هو محمد الطاهر الدريدي؟
محمد الطاهر الدريدي ممثل تونسي شاب، حاصل على بطاقة احتراف مسرحي، وبدأ في السنوات الأخيرة في الجمع بين العمل الفني وصناعة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد عُرف بمواقفه العلنية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
إيقاف الدريدي أثار ردود فعل غاضبة بين عدد من المنظمات الحقوقية والمدنية، من بينها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين” و”الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع”، حيث وصفت المنظمتان ما حدث بأنه “تجريم لدعم فلسطين”، وطالبتا السلطات التونسية بالإفراج الفوري عنه.
من جانبها، صرحت صاحبة الشكوى لاحقًا أنها مستعدة للتنازل عن الدعوى إذا طُلب منها ذلك، مؤكدة أنها “لا طاقة لها بالمشاكل”، وهو ما أعاد فتح النقاش حول مستقبل الملف القانوني.
وقد كشف اعتقال محمد الطاهر الدريدي عن جدل واسع في تونس بين حدود حرية التعبير من جهة، واعتبار النقد العلني للمؤثرين “إساءة عبر الشبكات” من جهة أخرى.
كما سلط الضوء على استمرار حضور القضية الفلسطينية في النقاشات الداخلية التونسية، ومدى تأثيرها على المشهدين الثقافي والاجتماعي.
ظهرت المقالة سبب اعتقال محمد الطاهر الدريدي.. من هو؟ أولاً على أحداث العرب.
