اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، ودّع المشهد السياسي والقضائي في مصر أحد أبرز رموزه، الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، إثر معركة طويلة مع مرض السرطان.
جاء رحيله بعد صمود وإنسانية جسّدها حتى الرمق الأخير، في لحظة أيقظت في الأوساط الرسمية والشعبية مشاعر الحزن، وتناقلت التعازي والتكريمات التي خلّدتُه نموذجًا فريدًا من الخدمة العامة والإخلاص الوطني.
سبب وفاة علي مصيلحي
كانت بداية الأزمة في أكتوبر 2024، حينما استيقظ المصيلحي وهو يعاني من صداع شديد لم يخمده المسكّن، بعد إجراء الفحوصات السريعة في أحد المستشفيات، كشفت الأشعة الطبية عن ارتشاح في المخ ووجود ورم في الفص الأيمن من الرئة.
ليتم إجراء مسح ذري وأخذ عينة من الغدد الليمفاوية في المخ لتحديد طبيعة الخلايا المصابة، هذه الفحوصات أدت إلى تأكيد تشخيص السرطان، وبدأ المسار العلاجي تحت إشراف أساتذة الأورام في كلية طب القصر العيني.

شرع الدكتور المصيلحي في ست جلسات علاج كيماوي على مدار ستة أشهر، بواقع جلسة كل ثلاثة أسابيع، التأثيرات الجانبية كانت قاسية: غثيان، قيء، فقدان التذوّق، وضعف الجهاز المناعي. ما حال دون اختلاطه بأقاربه ومحبيه لفترات طويلة.
وسط هذه الأزمة، بقيت أنظار أهالي مسقط رأسه—أبو كبير في محافظة الشرقية—موجهةً إليه، يعبرون عن حبّهم واهتمامهم، وهو ما وصفه بأنه “قيمة الإنسان تأتي من حب الناس له”، وأكد أن دعمهم كان الدافع الحقيقي لعبور المحنة.
إعلان التعافي ثم الوفاة
وبعد أشهر من المعاناة، أعلن الدكتور المصيلحي ابتداء عام 2025 عن تعافيه، حين أظهرت الفحوصات اختفاء الورم تمامًا من الرئة اليمنى، في مفاجأة طبية وصفها بأنه “المعجزة”، وأن الأطباء لم يتوقعوا الوصول إلى هذا المستوى من الترميم الصحي.
هذا الإعلان جاء خلال احتفالية تكريم حفظة القرآن الكريم في مسقط رأسه، حيث ظهر بملامح هزيلة وحالة صحية ضعيفة، حصد تعاطف ومحبة عارمة من الحضور.

لكن القدر كان يخبئ له مشهدًا أخيرًا، فبعد فترة قصيرة من إعلان تعافيه، وافته المنية اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025، مخلفًا إرثًا من الجدية والالتزام في العمل الحكومي.
وتوالت كلمات النعي من كبار المسؤولين: رئيس الوزراء وصفه بـ”نموذج المسؤول الجاد”، ووزير الاتصالات صرح بأنه “عرفه ثلاثين عاماً كشخص نبيل مخلص”، في إشادة جمعت ما بين الشخصي والمهني.
ظهرت المقالة سبب وفاة علي مصيلحي وزير التموين المصري أولاً على أحداث العرب.