site stats قصة الطفلة ايسل محمد.. كيف توفيت؟ – Posopolis

قصة الطفلة ايسل محمد.. كيف توفيت؟

كانت “أيسل” بالنسبة لأسرتها أكثر من طفلة صغيرة تمضي أولى سنوات عمرها ببراءة؛ كانت مشروع حلم كامل، روحًا تتفتح، وملامح مستقبل رسمته بوعي يفوق سنها. حفظت من القرآن، وتعلّقت بمدرساتها، وكانت كتاباتها الصغيرة تثير دهشة كل من يراها. كانت تقول بثقة إنها ستدرس الطب في ألمانيا ثم تعود لتفتح مركزًا مجانيًا لعلاج غير القادرين… حلم بسيط على لسان طفلة، لكنه كان كبيرًا بما يكفي ليملأ بيتًا بالأمل.

وفي صيف 2023 انطفأ الحلم فجأة. كانت العائلة تقضي عطلتها في العين السخنة، لحظة مبهجة تحولت في دقائق معدودة إلى مأساة. كانت الأم منشغلة بشقيقتها الصغيرة، تركت “أيسل” تلعب بجوار صديقتها، وفي تلك اللحظات القصيرة لاحقها طالب بإحدى المدارس الدولية، كان يراقبها في المسبح حتى سنحت له الفرصة، فاجتذبها إلى الداخل، واعتدى عليها تحت الماء بطريقة أفقدتها القدرة على التنفس وتسببت في سكتة قلبية أوقفت حياتها قبل أن تتم عامًا ثامنًا.

مرّ عامان قبل أن تصل القضية إلى محطتها القضائية الأولى. أصدرت محكمة الجنايات حكمها بمعاقبة المتهم، وهو طفل لم يتجاوز سن الحدث، بالسجن خمسة عشر عامًا بعد إدانته بالاعتداء على “أيسل” والتسبب في موتها. لكن الحكم لم يُغلق جرح الأم، التي لا تزال تحمل صوت طفلتها وملامح أحلامها الصغيرة، وتواجه إحساسًا لا يهدأ بأن العدالة لم تكتمل.

وفي منشور غاص بألم الفقد، وجهت الأم نداءً مباشرًا إلى رئيس الجمهورية، طالبت فيه بإعادة النظر في قانون الأحداث، وبأن تكون هناك عقوبات أشد عندما يتعلق الأمر بجرائم الاعتداء على الأطفال، مؤكدة أن قصصًا مثل قصة “أيسل” لا يجب أن تتكرر، وأن الردع ضرورة لحماية الأرواح البريئة. قالت مخاطبة الرئيس بلهجة أم تستنجد بآخر ما تبقى لها من قوة إنسانية: إنها تتحدث إليه كأب، وترجو أن يجد هذا النداء طريقه إلى التغيير.

وهكذا بقي اسم “أيسل” حاضرًا، ليس كذكرى مؤلمة فقط، بل كصرخة تلتمس عدلاً يليق بطفلة كانت تشبه الضوء، وخُطف عمرها في لحظة لا تكفي كل الكلمات لوصف قسوتها.

ظهرت المقالة قصة الطفلة ايسل محمد.. كيف توفيت؟ أولاً على أحداث العرب.

About admin