برز اسم الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة كواحدة من أبرز المراسلات والمصورات الميدانيات في قطاع غزة.
عملت مع مؤسسات إعلامية بارزة منها إندبندنت عربية والجزيرة، وتميزت بنقل القصص الإنسانية من قلب الميدان، حيث وثقت بكاميرتها معاناة الأهالي في ظروف الحرب والقصف المستمر.
مريم ابو دقة ويكيبيديا
وُلدت مريم ونشأت في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتلقت تعليمها في جامعة الأقصى.
عُرفت منذ سنواتها الأولى بالشجاعة والإصرار، وهو ما انعكس لاحقًا في تغطياتها الصحفية التي وضعتها دائمًا في الصفوف الأمامية للأحداث.

استشهاد مريم ابو دقة
في صباح الإثنين 25 أغسطس 2025، كانت مريم على رأس عملها الصحفي في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، حيث رافقت عدستها صرخات المصابين ومعاناة الأهالي.
لكن قصفًا إسرائيليًا استهدف الطابق العلوي من المجمع أدى إلى استشهادها مع عدد من زملائها الصحفيين، بينهم حسام المصري (وكالة رويترز) ومحمد سلامة ومعاذ أبو طه.
كلماتها الأخيرة
قبل ساعات من استشهادها، كتبت مريم عبر حسابها على “فيسبوك” جملة وداعية مؤثرة: “حين ترى التراب يغطي أغلى ما لديك وقتها ستدرك كم هي تافهة الحياة.”
هذه الكلمات تحولت إلى وصية أخيرة، تجسّد ما عاشته من ألم وما نقلته عدستها من واقع مرير.
وصية لابنها
لم تكن رسالتها الأخيرة موجهة فقط للعالم، بل خصّت ابنها الوحيد “غيث” بكلمات صادقة كتبتها له قائلة: “غيث قلب وروح أمك… بدي منك تدعيلي، ماتبكي عليا مشان أضل مبسوطة… ولما تكبر وتتزوج وتجيب بنت سميها مريم على اسمي.”
رسالة مؤثرة تعكس الجانب الإنساني العميق لهذه الصحفية التي لم تفارقها الأمومة حتى في أحلك الظروف.

إنسانة قبل أن تكون صحفية
عرفت مريم بمواقف إنسانية عديدة، من أبرزها تبرعها بإحدى كليتيها لوالدتها، في خطوة جسدت نُبلها ووفاءها لعائلتها.
كما وصفها زملاؤها بأنها كانت تحمل الكاميرا بروح مفعمة بالرحمة، تنقل صور الأطفال والنساء والدمار بصدق وجرأة.
برحيلها، خسرت الساحة الإعلامية الفلسطينية صوتًا بارزًا وصورة صادقة لمعاناة الناس في غزة.
لكنها تركت خلفها إرثًا صحفيًا وإنسانيًا سيبقى حاضرًا في الذاكرة، ليس فقط من خلال أعمالها، بل أيضًا عبر كلماتها الأخيرة التي اختصرت معنى التضحية والشجاعة.
ظهرت المقالة مريم ابو دقة ويكيبيديا (صحفية فلسطينية) mariam abou daqqa wikipedia أولاً على أحداث العرب.