تُعد ماريان خلاّط من الوجوه الإعلامية التي ارتبط اسمها في الذاكرة اللبنانية والعربية ببرنامج “يا ليل يا عين”، أحد أبرز البرامج الفنية الترفيهية التي عُرضت على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي. ومع غيابها الطويل عن الساحة الإعلامية، ظل جمهورها يتساءل عن أسباب هذا الابتعاد المفاجئ، خاصة وأنها تركت بصمة خاصة في أسلوب التقديم وأجواء المرح التي كانت تميز البرنامج.
قرار الابتعاد.. ورغبة في التغيير
في حديثها لصحيفة “النهار”، كشفت ماريان أن قرار ترك عالم الفن جاء بدافع البحث عن التغيير والخروج من الروتين، مؤكدة أن برنامج “يا ليل يا عين” منحها خبرة استثنائية وتجربة فنية لا تزال تحصد ثمارها حتى اليوم، رغم مرور أكثر من سبعة عشر عامًا على تقديمه. وأوضحت أنها لا ترغب في العودة إلى الوراء، مشيرة إلى أن أي عودة إلى التلفزيون يجب أن تكون من خلال برنامج يشبه ما قدمته سابقًا من حيث المستوى والهوية، وإلا فإنها تفضل البقاء بعيدة عن الشاشة.
وترى خلاّط أن العصر الذهبي للتلفزيون قد انتهى، في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمامات الجمهور، معتبرة أن حضور التلفزيون لم يعد بالقوة التي كان عليها في الماضي، باستثناء بعض البرامج التي استطاعت الحفاظ على جمهورها. ورغم ذلك، تؤكد أنها ما زالت تحمل شغف الفن في وجدانها، وأنها “مشتاقة” للعودة حين تتوفر الفكرة الصحيحة.
ذكريات “يا ليل يا عين” ومعاييره الصارمة
تحدثت ماريان عن خصوصية برنامج “يا ليل يا عين”، الذي عُرف بأجوائه الفنية الراقية، وأرجعت نجاحه إلى تكامل فريق العمل، بدءًا من المنتجة جنان ملاط صاحبة الفكرة، مرورًا بالمخرج طوني قهوجي، وصولًا إلى الحرص الدائم على عدم تجاوز الخطوط الحمراء. وأشارت إلى أن الساحة الإعلامية اليوم باتت تشهد تجاوز هذه الخطوط عمدًا لجذب الإعلانات وتحقيق نسب مشاهدة، وهو ما ترفضه تمامًا.
البرنامج الذي انطلق عام 1999 على شاشة الـ”LBC” قدم مزيجًا من الغناء والألعاب واستضافة النجوم، وشارك في تقديم موسمه الأول كل من ماريان خلاّط وطوني أبو جودة، ثم تولت ماريان وحدها التقديم في موسمه الثاني عام 2002 بمشاركة ضيف مختلف في كل حلقة. وفي عام 2006، عاد البرنامج بموسم ثالث قدمه طوني أبو جودة وزوجته كارلا حداد، قبل أن يُعرض موسمه الرابع عام 2012 على قناة “النهار” المصرية بعد شراء حقوقه.
من نجاح الماضي إلى تحديات الحاضر
كان “يا ليل يا عين” واحدًا من الإنتاجات التلفزيونية الضخمة التي صنعت حالة من الترقب بين المشاهدين كل مساء جمعة، بفضل تنوع فقراته وروح المنافسة والمرح التي ميزته. إلا أن ماريان، التي ارتبط اسمها بهذا العمل، اختارت أن تحفظ صورتها في أذهان الجمهور كما عرفوها: مذيعة تحمل مزيجًا من الأناقة والحضور، ورفضت الانجرار وراء موجة “الترند” السريعة التي تلهث وراء المشاهدات.
ورغم ابتعادها، لا تزال خلاّط تؤكد أن الفن جزء لا يتجزأ من حياتها وتاريخها، وأن عودتها رهن بوجود مشروع يحترم ذكاء المشاهد، ويحافظ على المعايير التي لطالما اعتبرتها أساس النجاح الإعلامي. وبين الحنين إلى الأمس وتحديات اليوم، تبقى ماريان خلاّط مثالًا على المذيعة التي اختارت الانسحاب في أوج نجاحها، بانتظار اللحظة المناسبة للعودة.
ظهرت المقالة من هي ماريان خلاط مقدمة برنامج “يا ليل يا عين” – ويكيبيديا أولاً على أحداث العرب.