أُعلن، الأحد 10 أغسطس 2025، عن وفاة الشيخ محمد الزايدي، أحد أبرز القيادات القبلية المحسوبة على جماعة “الحوثي” في اليمن، بعد أسابيع قليلة من الإفراج عنه إثر اعتقال أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والقبلية.
من هو الشيخ محمد الزايدي؟ قيادي قبلي بارز في صفوف الحوثيين
يُعد الزايدي من الشخصيات المؤثرة داخل البنية القبلية للجماعة، إذ مثّلها في مناطق متفرقة، أبرزها خولان في صنعاء والمهرة شرقي البلاد. لعب دورًا محوريًا في حشد التأييد القبلي وتنسيق خطوط الإمداد والدعم، ما ساهم في تعزيز تمدد الحوثيين جنوبًا، خاصة في محافظة المهرة التي تحظى بأهمية إستراتيجية على خارطة الحرب اليمنية، لكونها أحد أهم منافذ تهريب السلاح والإمدادات.
اعتقال مثير للجدل
في 6 يوليو 2025، اعتقلته القوات الحكومية أثناء محاولته مغادرة الأراضي اليمنية عبر منفذ صرفيت الحدودي إلى سلطنة عمان، وكان برفقته القيادي هشام شرف. العملية جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق، وسط أنباء عن خلافات متصاعدة داخل صفوف الحوثيين دفعت بعض قياداتهم لمحاولة الهروب.
الإعلان عن توقيفه فجّر مواجهات مسلحة عنيفة، خاصة في بلدة دمقوت بالمهرة، حيث حاول مسلحون موالون للشيخ سالم محمد الحريزي – أحد الشخصيات القبلية النافذة – تحريره من قبضة الأمن. الاشتباكات أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة آخرين، ما دفع القوات الحكومية إلى تعزيز وجودها العسكري في المحافظة.
وساطات قبلية وحل مؤقت
لتفادي تفاقم الصدام، تدخلت شخصيات قبلية بارزة في المهرة، وتم التوصل لاتفاق يقضي بنقل الزايدي إلى مدينة الغيضة تحت إشراف وفد من مشايخ المحافظة، في خطوة اعتُبرت حينها تهدئة للأوضاع الميدانية. وبعد أسابيع، تم الإفراج عنه، لكن اسمه ظل حاضرًا في النقاشات حول النفوذ القبلي والعسكري للحوثيين جنوب البلاد.
وفاته وإرثه المثير للانقسام
رحيل محمد الزايدي جاء بعد فترة قصيرة من الإفراج عنه، لينهي مسيرة امتدت لسنوات في قلب العمل الميداني والسياسي للحوثيين، حيث ارتبط اسمه بدعم تمدد الجماعة، وبملفات حساسة تتعلق بالتحالفات القبلية ومعابر التهريب.
وفاته أثارت مجددًا الجدل حول إرثه السياسي ودوره في الصراع اليمني، خاصة أن المهرة – التي كانت إحدى دوائر نفوذه – لا تزال تمثل محورًا أساسيًا في مسارات الحرب وتوازنات القوى المحلية والإقليمية.
ظهرت المقالة بعد وفاته.. من هو الشيخ محمد الزايدي؟ أولاً على أحداث العرب.