في حادثة أثارت الغضب بين الفلسطينيين، أقدم المستوطن الإسرائيلي ينون ليفي على إطلاق النار مباشرة على الناشط والمعلم الفلسطيني عودة الهذالين، البالغ من العمر 31 عامًا، أثناء محاولته التصدي لجرافة إسرائيلية اقتحمت أراضي قرية أم الخير جنوب الخليل.
المشهد المأساوي وقع أمام أعين أحد أبناء الضحية، وتم توثيقه بالفيديو الذي أظهر لحظة إطلاق النار، وذلك خلال أواخر الشهر الماضي، ولكن تم الإفراج عن الفيديو خلال الساعات الأخيرة.
تفاصيل الحادث
كان عودة الهذالين، المعروف بنشاطه في الدفاع عن أراضي قريته ومقاومة الاستيطان، يقف مع عدد من الأهالي لمحاولة منع جرافة إسرائيلية من تجريف أراضٍ فلسطينية.
وخلال التوتر، أخرج المستوطن ينون ليفي سلاحه وأطلق الرصاص باتجاه الهذالين من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة.
المقطع المصور، الذي التقطه نشطاء حقوقيون، وثّق لحظة إطلاق النار بشكل واضح، وأصبح لاحقًا أحد أهم الأدلة التي تداولتها وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
ينون ليفي يطلق النار على عودة الهذالين
In video footage obtained by B’Tselem, filmed by al-Hathaleen himself, Levi is seen shooting at him. The footage is immediately cut off as the injured al-Hathaleen collapsed.
Awdah al-Hathaleen, a human rights activist and resident of the village of Umm al-Kheir in the South… pic.twitter.com/uzyArwY02a
— B’Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) August 10, 2025
خلفية عن الضحية
عودة الهذالين لم يكن مجرد ناشط سياسي، بل كان معلم لغة إنجليزية وأبًا لثلاثة أطفال، اشتهر بمشاركته في فعاليات سلمية للتصدي للاستيطان.
كما شارك في مشروعات توثيقية هدفت إلى كشف ممارسات الاحتلال، وكان آخرها مشروع سينمائي شارك فيه فيلم فاز بجائزة أوسكار.

موقف القضاء الإسرائيلي
على الرغم من وضوح الأدلة المصورة وشهادات الحاضرين، تعامل القضاء الإسرائيلي مع القضية باعتبارها “دفاعًا عن النفس”.
فبعد توقيف قصير، أُفرج عن ليفي بكفالة، ثم وُضع رهن الإقامة الجبرية، قبل أن تصدر محكمة الصلح في القدس قرارًا بإلغاء الإقامة الجبرية بحجة “تراجع الأدلة” و”تعزز الشك المعقول” لصالح المتهم.
القاضي أشار إلى أن بعض الشهادات دعمت رواية ليفي بأنه كان يرد على “تهديد مباشر”.
رد فعل العائلة والمجتمع
عائلة الهذالين تمسكت بحقها في دفن ابنها في قريته، ورفضت الشروط الإسرائيلية التي حاولت فرض قيود على عدد المشاركين في الجنازة أو مكانها، وبعد أيام من الضغوط، سُلّم جثمانه للعائلة، حيث جرت مراسم تشييع واسعة في أم الخير وسط حضور جماهيري كبير.
على الصعيد الشعبي، أثارت الحادثة موجة غضب في الشارع الفلسطيني، إذ اعتبرها كثيرون جزءًا من سلسلة طويلة من الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين تحت حماية وتغاضي سلطات الاحتلال، وسط ما يصفه الحقوقيون بـ”الإفلات التام من العقاب”.
رسالة أوسع عن الواقع الميداني
الناشطون يرون أن قضية عودة الهذالين ليست حالة فردية، بل تعكس نمطًا متكررًا من العنف الاستيطاني المدعوم قضائيًا وعسكريًا.
تكرار مثل هذه الحوادث، مع غياب المحاسبة الحقيقية، يعزز مناخ الخوف لدى الفلسطينيين ويدفع باتجاه مزيد من التوتر في الضفة الغربية، خاصة في المناطق القريبة من المستوطنات.
ظهرت المقالة ينون ليفي يطلق النار على عودة الهذالين أمام ابنه والقضاء يصفه بـ”مدافع عن نفسه” أولاً على أحداث العرب.