site stats حرب الدبلوماسية لا تقل عن حرب البندقية – Posopolis

حرب الدبلوماسية لا تقل عن حرب البندقية

خاصت مصر في المرحلة السابقة حربا دبلوماسية شرسة حتي تحافظ على أمنها القومي، وتجنِّب الدولة حربا حقيقية كانت واقفة على المحك، ومنتظرة أي تحرك بسيط؛ ولو تصرف غير مسئول حتى تندلع، واذا اندلعت فليس لها من دون الله كاشفة، وكان يمكن إن تقضي على جميع الأحلام المصرية، وتضعف دور مصر الإقليمي إلي سنوات طويلة لا تستطيع مصر التقاط انفاسها أو الوصول إلى ما وصلت الان أو حتي جزء قليل منه.
من هنا لعبت مصر لعبة سياسية شديدة الذكاء؛ لعبة العصا والجزرة ،ففي الوقت الذي تسعي فيه إلي السلام تلوُْح بقوتها العسكرية ،واللعب علي الأبعاد النفسية للشعوب والقيادات معا ،وهذه اللعبة النفسية دعمت موقفها من خلال تسريب المعلومات بشكل مقصود عن صفقات السلاح المتطورة.

واختراق معاهدة كامب ديفيد ،وتعمير سيناء ،وحشد عدد كبير من الجنود علي خط النار، وتتصدي للدبوماسية المضادة ،وعدم قبول الاغراءات المادية والسياسية ،والقفز علي ازماتها المادية إلي تحقيق رخاء حقيقي في مقابل ان توافق على التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية، لكنها لم تقبل بكل ذلك وظلت صامدة ، والغريب ان مصر كانت تتحرك وفق الخطة التي رسمتها لاقرار السلام في المنطقة.

هذه الخطة التي رفضها الجميع ثم عادوا إليها في نفس الوقت؛ لأن مصر كانت تتوقع الخطوة المقبلة وتعمل عليها، وكيفية التصرف تجاه هذه الخطوة، ورغم ما قامت به حماس من كوارث تسببت في خسائر للمنطقة كلها ،وعلي رأسها مصر ،لم تتخلَ عنها مصر ولم تتوقف عند الأضرار التي لحقت بمصر من حماس.

منذ ما قبل حكم الاخوان وحتي الان، لأن مصر تتحرك في أفق الكرامة العربية والامن القومي المصري وبقاء القضية الفلسطينية، لذلك خاصت مصر حربا دبلوماسية اجبرت العالم كله علي احترام وجهة نظرها والموافقة على خطتها، واثبتت أنها دولة محورية للاقليم كله ،وهذه الحرب لم تكن تقل عن حرب البندقية وخرجت مصر منها منتصرة على المستوى الآني وحدود المستقبل.

حرب الدبلوماسية لا تقل عن حرب البندقية

بقلم الكاتب: عبد الحافظ بخيت متولي

عضو اتحاد كتاب مصر

اقرأ المزيد:

جهاز المخابرات المصرية ينجح في ايقاف الحرب بتوجيهات من السيسي

ظهرت المقالة حرب الدبلوماسية لا تقل عن حرب البندقية أولاً على أحداث العرب.

About admin